فصل: من أقوال المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج أبو نصر السجزي في الابانة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت جبريل عليه السلام وزعم أن إسرافيل عليه السلام يحمل العرش، وأن قدمه في الأرض السابعة والألواح بين عينيه، فإذا أراد ذو العرش أمرًا سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم، فإذا قاموا {قالوا ماذا قال ربكم} قال من شاء الله {الحق وهو العلي الكبير}».
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والكلبي رضي الله عنهما في قوله: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} قالا: لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي مثل صوت الحديد، فافزع الملائكة عليهم السلام ذلك {حتى إذا فزع عن قلوبهم} قالوا: إذا جلى عن قلوبهم {ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في الآية قال: زعم ابن مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى أهل الأرض يكتبون أعمالهم إذا أرسلهم الرب تبارك وتعالى، فانحدروا سمع لهم صوت شديد، فيحسب الذي أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة، فيخرون سجدًا وهكذا كلما مروا عليهم، فيفعلون ذلك من خوف ربهم تبارك وتعالى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: إذا قضى الله تبارك وتعالى أمرًا رجفت السموات والأرض والجبال، وخرت الملائكة كلهم سجدًا حسبت الجن أن أمرًا يقضى فاسترقت، فلما قضي الأمر، رفعت الملائكة رءوسهم. وهي هذه الآية {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا- جميعًا- الحق وهو العلي الكبير}.
وأخرج ابن الأنباري عن الحسن رضي الله عنه أنه كان يقرأ {حتى إذا فزع عن قلوبهم} ثم يفسره حتى إذا انجلى عن قلوبهم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق آخر عن الحسن رضي الله عنه أنه كان يقرأ {فزع عن قلوبهم} قال: ما فيها من الشك والتكذيب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} قال: فزع الشيطان عن قلوبهم، ففارقهم وأمانيهم وما كان يضلهم {قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} قال: وهذا في بني آدم عند الموت، أقروا حين لا ينفعهم الاقرار.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} قال: كشف الغطاء عنها يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم والضحاك أنهما كانا يقرآن {حتى إذا فزع عن قلوبهم} يقولان: جلى عن قلوبهم.
وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه سأل كيف تقرأ هذه الآية {حتى إذا فزع عن قلوبهم} أو {فرغ عن قلوبهم}؟ قال: {إذا فزع عن قلوبهم} قال: فإن الحسن يقول برأيه أشياء أهاب أن أقولها.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ حتى {إذا فزع عن قلوبهم} بالعين مثقلة الزاي.
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ثم أمره الله أن يسأل الناس فقال: {قل من يرزقكم من السماوات والأرض}.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} قال: {إنا} نحن لعلى هدى وانكم في ضلال مبين.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وإنا أو إياكم} قال: قد قال ذلك أصحاب محمد للمشركين، والله ما نحن وأنتم على أمر واحد أن أحد الفريقين مهتد. وفي قوله: {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا} أي يقضي.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {الفتاح} قال: القاضي. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ}.
لم يَقُلْ أحدٌ- مع شِرْكِه- إنه يُحِيلُ في الرزق على أحدٍ غيره، فكما لا شريكَ له في الرزق ولا شريكَ له في الخَلْق فلا شريكَ له في استحقاق العبادة والتعظيم.
{قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)}.
ولا تسألون عما أجرمنا ولا نحن نسأل عن إجرامكم... ويوم الجمع يحاسِب اللَّهُ كُلاَّ على أعماله، ويُطَالِبُ كُلًا بشأنه، لا يؤاخِذُ أَحدًا بعمل غيره، وكلٌّ يُعْطَى كتابَه، ويَطْلُبُ اللَّهُ مِنْ كلَِّ واحدٍ حسابَه.
وقد أجرىلله سُنَّتَه بأن يجمع بين عباده، ثم يعاملهم في حال اجتماعهم بغير ما يعاملهم في حال افتراقهم. فللاجتماع أثرٌ كبيرٌ في الشريعة، وللصلاة بالجماعة أثر مخصوص. وقد عاتب اللَّهُ- سبحانه- الذين يتفرقون عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومَدَحَ مَنْ لا يتفرَّق إلا عن استئذان.
والشيوخُ ينتظرون في الاجتماع زوائد، ويستروحون إلى هذه الآية:
{قُلْ يَجْمَعُ}.
{قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}.
كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيكَ لا شريك لكَ، هو لك، تملكه وما ملك، لانهماكهم في ضلالتهم. وبعد تحققهم بأنها جمادات لا تفقه ولا تقدر، ولا تسمع ولا تُبصر، وقعت لهم شبهةُ استحقاقها العبادة، فإذا طولبوا بالحجة لم يذكروا غير أنهم يُقلدون أسلافهم... وهذا هو الضلال البعيد والخُسران المبين. اهـ.

.تفسير الآيات (28- 30):

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ختم بوصف الحكمة فتم برهان القدرة التي كان أوجب اعتقادهم لعدم البعث ما يقتضي نقصًا فيها، ولزم عن ذلك التوحيد وبطل الشرك، لم يبق إلا إثبات الرسالة التي أوجب ترديدهم أخباره صلى الله عليه وسلم بين الكذب والجنون الطعن فيها، فعلم أن التقدير: أرسل إليكم رسوله بعزته مؤيدًا له بإعجاز هذا القرآن بحكمته دليلًا على صدقه وكماله في جبلته وتأهله لبدائع نعمته ومعالي رحمته، وكان في ذلك دليل الصدق في الرسالة؛ فنسق به قوله معليًا لشأنه بالخطاب في مظهر العظمة، إشارة إلى أنه ينبغي أن يتدرع جلابيب الصبر على جميع المكارة الصادرة من أنواع الخلق في أداء الرسالة بقوله عاطفًا على {ولقد آتينا داود منا فضلًا} مؤكدًا تكذيبًا لمن يدعي الخصوص: {وما أرسلناك} أي بعظمتنا {إلا كآفة} أي إرسالًا عامًا شاملًا لكل ما شمله إيجادنا، تكفهم عما لعلهم أن ينتشروا إليه من متابعة الأهوية، وتمنعهم عن أن يخرج عنها منهم أحد، فالتاء في {كافة} للمبالغة، وعبارة ابن الجوزي: أي عامة لجميع الخلائق {للناس} أي كل من فيه قابلية لأن ينوس من الجن والإنس وغيرهم من جميع ما سوى الله وإن آذوك بكل أذى من النسبة إلى الافتراء أو الجنون أو غيرهما، فحال الإرسال محصور في العموم للغرض الذي ذكر من التدرع لحمل المشاق، لا في الناس، فإنه لو أريد ذلك لقدموا فقيل: إلا للناس كافة، وقد مضى في أوائل الأنعام عن السبكي ما ينفع هنا، والمعنى أن داود عليه السلام فضل بطاعة الجبال له والطير والحديد، وسليمان عليه السلام بما ذكر له، ففضيلتك أنت بالإرسال إلى كل من يمكن نوسه، فالحصا سبحت في كفك، والجبال أمرت بالسير معك ذهبًا وفضة، والحمرة شكت إليك أخذ فراخها أو بيضها، والضب شهد لك، والجمل شكا إليك وسجد لك، والأشجار أطاعتك، والأحجار سلمت عليك وائتمرت بأمرك إلى غير ذلك من كل من ينوس بالفعل أو القابلية- والله أعلم، وأما الجن فحالهم مشهور، وأما الملائكة فالدلائل على الإرسال إليهم في غاية الظهور، وفي دلائل النبوة في باب التحدث بالنعمة عن ابن عباس رضى الله عنهما أن هذه الآية دليل على فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الأنبياء بعموم الرسالة للإنس والجن.
ولما كانت البشارة هي الخبر الأول الصدق السار، وكان في ذكرها رد قولهم في الكذب والجنون، قال: {بشيرًا ونذيرًا} أي لمن أهل للبشارة أو النذارة.
ولما كان هذا الإرسال مقرونًا بدليله من الإتيان بالمعجز من نفسه من جهة البلاغة في نظمه وبالمعاني المحكمة في البشارة والنذارة وغير ذلك، قلب عليهم قولهم الذي لا دليل عليه ولا شبهة تصوب إليه في حقه صلى الله عليه وسلم بقوله الذي هو أوضح من الشمس دليلًا، وأقوم كل قيل قيلًا: {ولكن} ولما كان الناس الأولين كل من ديه قابلية النوس وهم جميع الخلائق وأكثرهم غير عاص، أظهر مريدًا الثقلين من الجن والإنس فقال: فأكثر الناس لا يعلمون أي ليس لهم قابلية العلم فيعلموا أنك رسول الله فضلًا عن أن إرسالك عام، بل هم كالأنعام، فهم لذلك لا يتأملون فيقولون أفترى أم به جنة ونحو هذا من غير تدبر لما في هذا الكتاب من الحكمة والصواب مع الإعجاز في حالي الإطناب والإيجاز، والإضمار والإبراز، فيحملهم جهلهم على المخالفة والإعراض.
ولما سلب عنهم العلم، أتبعه دليله، فقال معبرًا بصيغة المضارعة الدال على ملازمة التكرير للإعلام بأنه على سبيل الاستهزاء لا الاسترشاد: {ويقولون} أي ما أرسلناك إلا على هذا الحال والحال أن المنذرين يقولون جهلًا منهم بعاقبة ما يوعدونه غير مفكرين به في وجه الخلاص منه والتفصي عنه في كل حين استهزاء منهم: {متى هذا الوعد} أي بالبشارة والنذارة في يوم الجمع وغيره فسموه وعدًا زيادة في الاستهزاء.
ولما كان قول الجماعة أجدر بالقبول، وأبعد عن الرد من قول الواحد، أشار إلى زيادة جهلهم بقوله: {إن كنتم} أي أيها النبي وأتباعه! كونًا أنتم عريقون فيه {صادقين} أي متمكنين في الصدق.
ولما تبين من سؤالهم أنه لم يكن للاسترشاد وإن هم بالغوا به في التكذيب والاستهزاء بعد الإبلاغ في إقامة الأدلة، أمره بأن يجيبهم بما يصلح للمعاند من صادع التهديد بقوله: {قل لكم} أي أيها الجامدون الأجلاف الذين لا يجوزون الممكنات، ولا يتدبرون ما أوضحها من الدلالات، مع ضعفهم عن الدفاع، والمبالغة والامتناع {ميعاد يوم} أي لا تحتمل العقول وصف عظمه لما يأتي فيه من العقاب سواء كان يوم الموت أو البعث.
ولما كان تعلق النفوس بالمهلة عظيمًا، قال: {لا تستأخرون} أي لا يوجد تأخركم ولا يمكن أن يطلب لحثيث الطلب وتعذر الهرب {عند ساعة} لأن الآتي به عظيم القدرة محيط العلم، ولذلك قال: {ولا تستقدمون} أي لا يوجد تقدمكم لحظة فما دونها ولا تتمكنون من طلب ذلك. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)}.
لما بين مسألة التوحيد شرع في الرسالة فقال تعالى: {وَمَا أرسلناك إِلاَّ كَافَّةً} وفيه وجهان:
أحدها: كافة أي إرسالة كافة أي عامة لجميع الناس تمنعهم من الخروج عن الانقياد لها.
والثاني: كافة أي أرسلناك كافة تكف الناس أنت من الكفر والهاء للمبالغة على هذا الوجه {بَشِيرًا} أي تحثهم بالوعد {وَنَذِيرًا} تزجرهم بالوعيد {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} ذلك لا لخفائه ولكن لغفلتهم.
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29)}.
ثم قال تعالى: {وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صادقين} لما ذكر الرسالة بين الحشر.
وقال: {قُل لَّكُم مّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَئَخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ} قد ذكرنا في سورة الأعراف أن قوله: {لاَّ تَسْتَئَخِرُونَ} يوجب الإنذار، لأن معناه عدم المهلة عن الأجل ولكن الاستقدام ما وجهه؟ وذكرنا هناك وجهه ونذكر هاهنا أنهم لما طلبوا الاستعجال بين أنه لا استعجال فيه كما لا أمهال، وهذا يفيد عظم الأمر وخطر الخطب، وذلك لأن الأمر الحقير إذا طالبه طالب من غيره لا يؤخره ولا يوقفه على وقت بخلاف الأمر الخطير وفي قوله تعالى: {لَّكُم مّيعَادُ يَوْمٍ} قراءات أحدها: رفعهما مع التنوين على وهذا يوم بدل وثانيها: نصب يوم مع رفع ميعاد والتنوين فيهما ميعاد يومًا قال الزمخشري ووجهه أنه منصوب بفعل محذوف كأنه قال ميعاد أعني يومًا وذلك يفيد التعظيم والتهويل، ويحتمل أن يقال نصب على الظرف تقديره لكم ميعاد يومًا كما يقول القائل: أنا جائيك يومًا وعلى هذا يكون العامل فيه العلم كأنه يقول لكم ميعاد تعلمونه يومًا وقوله معلوم يدل عليه كقول القائل إنه مقتول يومًا الثالثة: الإضافة لكم ميعاد يوم كما في قول القائل سحق ثوب للتبيين وإسناد الفعل إليهم بقوله: {لاَّ تَسْتَئَخِرُونَ عَنْهُ} بدلًا عن قوله: {لاَ يُؤَخَّرُ عَنْكُمْ} زيادة تأكيد لوقوع اليوم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} أي وما أرسلناك إلا للناس كافة أي عامة؛ ففي الكلام تقديم وتأخير.
وقال الزجاج: أي وما أرسلناك إلا جامعًا للناس بالإنذار والإبلاغ.
والكافة بمعنى الجامع.
وقيل: معناه كافا للَّناس، تكفهم عما هم فيه من الكفر وتدعوهم إلى الإسلام.
والهاء للمبالغة.
وقيل: أي إلا ذا كافة، فحذف المضاف، أي ذا منع للناس من أن يَشِذُّوا عن تبليغك، أو ذا منع لهم من الكفر، ومنه: كف الثوبَ، لأنه ضم طرفيه.
{بَشِيرًا} أي بالجنة لمن أطاع.
{وَنَذِيرًا} من النار لمن كفر.
{ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} ما عند الله وهم المشركون؛ وكانوا في ذلك الوقت أكثر من المؤمنين عددًا.
{وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد} يعني موعدكم لنا بقيام الساعة.
{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} فقال الله تعالى: {قُل} لهم يا محمد: {لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ} فلا يغرّنكم تأخيره، والميعاد الميقات.
ويعني بهذا الميعاد وقت البعث وقيل وقت حضور الموت؛ أي لكم قبل يوم القيامة وقت معين تموتون فيه فتعلمون حقيقة قولي.
وقيل: أراد بهذا اليوم يوم بدر؛ لأن ذلك اليوم كان ميعاد عذابهم في الدنيا في حكم الله تعالى.
وأجاز النحويون {ميعاد يومٌ} على أن يكون {ميعادٌ} ابتداء و {يومٌ} بدل منه، والخبر {لكم}.
وأجازوا {ميعادٌ يومًا} يكون ظرفًا، وتكون الهاء في {عنه} ترجع إلى {يوم} ولا يصح ميعادُ يومَ لا تستأخرون بغير تنوين، وإضافة {يوم} إلى ما بعده إذا قدّرت الهاء عائدة على اليوم، لأن ذلك يكون من إضافة الشيء إلى نفسه من أجل الهاء التي في الجملة ويجوز ذلك على أن تكون الهاء للميعاد لا لليوم. اهـ.